الحمد لله الذى كرم بنى أدم على كثير ممن خلق وله العتبى حتى يرضى لما وصل إليه الحال فى الأمة الجريحة المغتصبة أرضها من أراذل الناس
والضائعة ضياع الأيتام على مأدبة اللئام فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم
إن مما يدمى القلوب الغيورة على حال الأمة الإسلامية حال التسطيح العقلى والتدهور الأخلاقى الذى يسرى سريان النار فى الهشيم فلا يكاد ينجو منه إلا من رحم ربى والذى يتجلى فى مظاهر تطالع الناس كل يوم فى الشارع والعمل والجامعة فيرتد البصر كسيفا والقلب حسيرا قد آذته المناظر الوقحة والكلمات المتردية فى الحضيض الآسن للسوقية والبذاءة وكنت قد طالعت فى بعض المدونات أن اختا أكرمها الله تتقزز من الصرعات الجديدة اللتى يتأفف منها الطبع السليم وتمجها الفطرة النقية وإنى إذ أشاركها الرأى وأقاسمها الإحساس نفسه فإنى أرجو أن أسهم بجهدى وهو جهد المقل فى فهم هذه الظاهرة ودواعيها وما تنم عنه وتؤدى إليه وأدعو كل مخلص بالمشاركة والنقد والنصح رجاء أن نقدم عملا يمكننا أن نحجم الأمر ولو فى محيطنا الضيق
وسوف أبدأ أولا مع الشباب لأنى منهم أعايشهم وأقابلهم
من يرى ماوصل الشباب إليه من تلهف على أخر أخبار قصات الشعر وألوان القمصان والإكسسوارات يصدمه حال المسخ وإنعدام الوزن وفقدان الهوية ذلك أن الدافع الحقيقى للشباب يكون فى الغالب له سبب عند الشاب
ويمكننى فيما اطلعت أن أذكر بعضا مما عرفته من الدوافع
أولا: الرغبة فى التمرد على السلطة الأبوية والأسرية محاولة فى إثبات النقلة العمرية من الطفولة إلى الشباب فى مظهر مختلف عن النمط التقليدى والذى يمثله هنا الأب فى ملبسه ومظهره الوقور
ثانيا: محاولة التشبه ببعض الرموز الشبابية التى يقوم بتلميعها وتضخيمها جهاز الإعلام الرسمى أو المرتبط به الدائر فى فلكه وهنا أمر يجب التنبه له لأنهم يقدمون بالعمد وشبهه صورا يراد لشبابنا أن يمسخوا على نموذجها ويعتمدوها قالبا قياسيا
ثالثا :الفهم الخاطئ للحرية والإنطلاق وهنا فى تماس مع المقالة السابقة فإنه من نافلة القول إن عدم وجود قيم عليا ومثل رفيعة المستوى جليلة القدر من القدوة يسود فهم الحرية على أنها إنفلات من كل قيد ولو أخلاقيا
فإن الحرية التى تتملص من المسؤلية لا تدفع إلى إبداع بل هى سكة إلى الفوضى ومنحدر إلى نفق مظلم نربأ بشباب الأمة أن يسقطوا فيه
رابعا :الخوف من همز الأقران ولمزهم وتفادى الإنعزال عن المحيط المقارب لهم بالسن وهذا الوازع الذى يغذيه ما جبل عليه الإنسان من غريزة الإنتماء وهذا من إنعدام التواصل بينه وبين الجادين وسقوط الهمة إلى متابعة التافهين وكونه إمعة ينساق مع السائرين
خامسا:لا يخفى كون البعض يحاول أن يعوض إحساسا بالنقص بتناول الأخرين بالنقد غير المبرر فإن البعض يحاول نفس الشئ بمظهر مغال فيه متكلف لا يكاد من تكلفه تشعر بإنتمائه للواقع بشئ فيلبس الذهب والحرير ويرتاد الأماكن مرتفعة المستوى ليصرخ بلسان الحال ولو واتته الجرأة لصرخ بلسان المقال لينفى عن نفسه وتاريخ أهله الفقر الذى يحسبه معرة ولعمرى إن المعرة فى فعله البذئ ومظهره المتناقض مع حقيقته الذى يتبرم بها ويتأففف من مجرد مرور طيفها بخاطره المريض بالفصام
سادسا : كل هؤلاء المنساقين لو سألتهم عما يشغل فكرهم من القضايا ستجدها خلوا من كل نفيس ملأى بكل ساقط وتافه وأواه... لو إنشغلت هذه العقول بالعالى والجليل والمهم والأهم من قضايانا وما أكثرها ولعل على رأس الأولويات تأتى إشاعة روح الحرية بعناها الشامل وتوعية الناس بمخاطر الفوضى واللامبالاة
وكذلك معرفة الحقائق عن مشكلات الأمة والبحث عن مكامن الطاقات المعطلة لخدمة الأمة أقول لو كانت هذه مشاغلنا
لرأى العالم منا العجب العجاب
يتبع بعد غد بإذن الله تعالى
إضراب ... إضراب عام ننتظره ولأول مرة فى أرض الكنانة بالنسبة للجيل الحالى عرفنا التظاهر الطلابى والإعتصامات النقابية والفئوية وعرفنا التظاهرات العامة الحزبية والتنظيمية لكن هذه المرة ...إضراب عام نقلة نوعية ولا شك فى الحراك السياسى فى البلد القائد والمحورى فى المنطقة ترى هل آن لنا أن نكتب شهادة وفاة السلبية ونشيع اللامبالاة إلى حيث لن يندم عليهما أحد لست أعول كثيرا على الإضراب فى إحراز تغيير ملموس وفورى فى طبيعة وجوهر المنظومة السياسية ولا حتى الإجتماعية فى مصر ولن أذهب مع روح التفاؤل بعيدا إلى إمكان أن تهتز الحكومة على إختلاف مستوياتها بسبب الإضراب مهما كان العدد الذى سيشارك فى الإضراب وأيا كانت الفاعليات فمن خلا ل تجربتنا مع النظام وإختبارنا له على مدى الأعوام الماضية لا بد أن كثيرين منا أدركو قدر الغباء السياسى والعمى التخطيطى وعدم قدرتهم على قراءة تأثير سياستهم الخرقاء على الشعب حتى أوصلونا إلى حافة الإنفجار نعم لا أنكر أن جزءا كبيرا من الغلاء سببه الرئيس موجة الغلاء العالمية والتى لا يمكن أن ننعزل عن تأثيراتها ولكن النصيب الأوفى من الغلاء هو بسبب الجشع إن طموحى من هذا
تعليقات
الفضل راجع إلى الله سبحانه ثم لمبادرتك الطيبة في تعريفي بمدونتك وإن شاء الله متابع معك وجزاك الله خيرا على هذا المقال الطيب
وثانيا ياسيدي موضوع التاج هو أسئلةيقوم أحد المدونين باختراعها والإجابة عليها ثم دعوة المدونين الآخرين للرد عليها وهم يدعون غيرهم وهكذا حتى نمل منه
:)
والغرض هو التعرف على جوانب شخصية للمدون وحضرتك بهذه المناسبة مدعو للإجابة على التاج اللي عندي
تاخده تنسخه وتحط إجاباتك اوعى تنسخ الإجابات كمان
:)
جزاكم الله خيرا
منتظر بعد غد
أعانك الله على الخير
متابع