الغول المخيف وهو أفظع غول يتهدد نسيج المجتمع إقتصاديا وقيميا ويعبث بما تبقى من عوامل إستقراره بلا هوادة إنه غول الإستهلاك وما أدراك ما هو طبعا لا يغيب عن حضراتكم أننى أسطر شهادتى لله وحده عن الإستهلاك المبالغ فيه والذى يخلط بين الضرورى والكمالى فى حال تدع العاقل الأريب حيرانا ولست أشك أن بيوتا كانت تظللها سعادة الرضا فلما مسها طائف الجنون الإستهلاكى إنقلب الرضا سخطا وتحولت القناعة تململا ولا زالت وسائل الإعلان تلهب العقول وتدغدغ نوازع النفس بمعسول الكلام تارة وبراق الصور تارة ووصل الأمر إلى إستغلال بشع للجسد الإنسانى الأنثوى فى صورة حيوانية سافلة تخاطبنا بما لا يجوز أبدا من أجل تسويق ما لا نحتاج غالبا ثم وصلنا هوس المجمعات التجارية الضخمة وزيادة فى الوجاهة عرفونا بها بإسم مول فجمعناها على مولات وهى أماكن لا أجد لها فى رأيى مزية وفى المولات يختلط الحابل بالنابل ويندى الجبين وتجتمع المخزيات وتحزن أفئدة المشغولين بالقيم والأخلاق ويزيد الطين بلة ما أبتلينا به من هيستريا المحمول ومستلزماته ويقشعر البدن جراء ما نسمع من أرقام حول إنفاق الأمة فى هذا البند وحده رغم ما تنفطر لأجله الأكباد مما نس